موشح يامالكا قلبي … وأحقية الملكية الشعرية // د. سعد عبد الغفار

بحث فني ( موجز )
موشح يامالكا قلبي … وأحقية الملكية الشعرية
يا مالكاً قلبي هو موشح أداه عبد الحليم حافظ عام 1973 كلمات الشاعر أحمد مخيمر ولحن محمد الموجي
نسبت قصيدة يا مالكاً قلبي بالخطأ للأمير السعودي عبد الله الفيصل وكانت محل نزاع بين مخيمر من جهة وعبدالحليم والأمير الفيصل من جهة أخرى ، ولم يفصل في النزاع حتى صدر حكم قضائي عام 2001 بنسبها إلى مخيمر
كلمات الموشح :
يا مالكا قلبي يا آسراً حبي
النهر ظمآن لثغرك العذب
مل به له مل بي يا مالكاً قلبي
قل لي إلى أين المسير في
ظلمة الدرب العسير
طالت لياليه بنا والعمر لو تدري قصير
يا فاتناً عمري هل انتهى أمري
أخاف أن أمشي في غربتي وحدي
في ظلمة الأسر
يا مالكاً القلبي
آه من الأيام آه لم
تعطِ من يهوى مناه
مالي أحس أنني روح غريب في الحياه
يا فاتناً عمري هل انتهى أمري
أخاف أن أمشي في غربتي
وحدي في ظلمة الأسر
يا مالكاً قلبي
رحماك من هذا العذاب
قلبي من الأشواق ذاب
ليلي ضنى صبحي أسى عيشي على الدنيا سراب
يا فاتناً عمري هل انتهى أمري
أخاف أن أمشي في غربتي
وحدي في ظلمة الأسر
يا مالكاً قلبي
كان الشاعر المصري أحمد مخيمر من رواد مدرسة أبولو الشعرية ومن أشهر قصائده “وطني وصباي وأحلامي” وعلى الرغم من نجاحه إلا أنه لم يكن من شعراء القصائد الرومانسية ولا تلك التي كانت رائجة في ذلك الوقت ، كان هناك موشح أندلسي قديم يبدأ بمطلع “يا مالكاً قلبي” لشاعر غرناطي مجهول أُعجب أحمد مخيمر بهذا المطلع وأضاف إليه بعض الأبيات ونظمها في قصيدة طويلة سماها “أهلي على الدرب” ووضع القصيدة في ديوان باسم “الغابة المنسية” ونشره في الخمسينيات من القرن الماضي
ان الملحن محمد الموجي كان من عشاق الموشحات حيث سمع القصيدة وأعجبته فأخذ الكلمات ووضع عليها لحنه وقدمها للمطربة نجاح سلام تغنيها كاملة كما هي عام 1963 لكن لم تحقق نجاحاً كبيراً في ذلك الوقت
لقد سجل مخيمر الموشح في جمعية المؤلفين والملحين عام 1965 وكان اتحاد الكتاب على علم به
قبل حفلة الربيع عام 1973 أي بعد عشر سنوات تقريباً من غناء الموشح أراد عبد الحليم غناء موشحاً قديماً وخاصة أنه كان هناك أمير سعودي شاعر يود عبد الحليم التعاون معه وهو الأمير عبد الله الفيصل الذي كان له حضور واضح على الساحة الفنية في ذلك الوقت ، وأثناء حوار عبد الحليم مع الموجي حول هذا الموضوع تذكر الموجي أنه قد لحن موشحاً اسمه يا مالكاً قلبي لنجاح سلام ولكنه لم يشتهر فاقترح على عبد الحليم أن يغنيه
سمع عبد الحليم حافظ والأمير عبد الله الفيصل الموشح ووافقوا عليه بشرط تغير كوبليهاته على أن يكتبها الفيصل ، فقام الفيصل بكتابة أول كوبليه فقط “قلي إلى أين المسير” ولم يكمل الكتابة
طلب عبد الحليم من مخيمر ان يكمل كتابة الموشح وجلس كلاهما وأسمعه عبد الحليم الكوبليه الذي كتبه الأمير الفيصل فما كان من مخيمر إلا أن طلب من عبد الحليم حذف الكوبليه حيث شعر بأن الكلمات ضعيفة لكن عبد الحليم اخبره أن الأمير سيغضب من هذا
وافق مخيمر فكتب أربع كوبليهات وقدمها لعبد الحليم الذي اعجب باثنين منها هي آخر كوبليهين فيها وبدأ البروفات بالفعل كي يقدم الموشح في حفل الربيع
يوم الحفل حضر أحمد ميخمر برفقة أسرته للاستماع إلى الموشح فتفاجأ من أن عبد الحليم حافظ قدمه على أنه كلمات الشاعر الأمير عبد الله الفيصل ولم يشر لأحمد مخيمر على الإطلاق
وعقب ذلك سرعان ما تداولت الصحف ووسائل الإعلام الموشح وتغنت ببراعة كلمات الأمير الفيصل
حاول مخيمر الاتصال بمحمد الموجي لكن لم يتلق منه رداً وحاول مع عبد الحليم وكان الأمر بالمثل حيث كان عبد الحليم يتهرب من مواجهته حتى وصل الأمر به أن رد على إحدى مكالماته التليفونية وحاول أن يغير صوته فرد عليه مخيمر أن صوته مميز وقد عرفه فغلق عبد الحليم الخط
ذهب مخيمر لاتحاد الكتاب بعدما تأكد أباظة رئيس الاتحاد في ذلك الوقت من أن الديوان الذي يضم القصيدة مطبوعاً من عشر سنوات مضت على الاقل
لم يجد مخيمر خيارا الا ان يرفع قضية على عبد الحليم حافظ
حاول عبد الحليم دفع مبلغ مالي لمخيمر من أجل التنازل عن القضية حسب توصية الأمير الفيصل فرفض مخيمر وطالب بحقه وأن يكتب اسمه على شرائط الكاسيت الصادرة عن صوت الفن بدلاً من الفيصل
بعد ذلك ظهر عبد الحليم في لقاء تلفزيوني يقول أن هذه القصيدة من تأليف شاعر أندلسي ومكتوبة في كتاب الأغاني للأصفهاني وليست ملكاً لأحد
ظلت القضية قائمة لسنوات طوال حتى مات عبد الحليم عام 1977 ثم لحقه مخيمر عام 1978 ومات مالك صوت الفن مجدي العمروسي وأخيراً مات الأمير الفيصل
عام 2001 ، فصل في القضية بحق الموشح لأحمد مخيمر وأن يتم حصر الشرائط المباعة وتعويض ورثة الشاعر بمبلغ تقديري عن الشرائط والحفلات بعد أن ذهبت القضية للجنة خبراء كي يحصروا المبلغ على حسب المبيعات
من عام 2001 إلى عام 2018 ، لم تتمكن لجنة الخبراء من حصر الشرائط المباعة من عام 1973 حتى تاريخه وتضمن ذلك حصر ساعات إذاعة الأغنية على الراديو والتلفزيون
في عام 2001 اتصل محامي الأمير الفيصل بورثة مخيمر وطلب منهم حل المشكلة ودياً مقابل مبلغ مالي وعندما طلبوا 4 مليون جنيه تعويضا ، أغلق المحامي الخط ولم يتصل ثانية
يبقى هذا الموشح من الاعمال الغنائية التي تركت بصمة واضحة ومؤثرة فى مسيرة عبد الحليم حافظ الغنائية بشكل خاص والغناء العربى بشكل عام .
سعد عبد الغفار
المصادر :
بوابة اخبار اليوم المصرية
مجلة الكواكب المصرية
موسوعة شعراء الاغنية
الموسوعة الحرة
الكاتب هشام محمود
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.