ثمة وداع قريب… نثر بقلم عصام عبد المحسن

قصيدة نثرية..
.قصيدة/ثمة وداع قريب
.
.
إن أكثر ما يعنيه الوجود عندي
زقزقات العصافير
في الصباح
وهديل الحمام قُبيل صدوح النهار
والشمس المتمطية
على أحبال الغسيل
وبائع البليلة
والفول المُدمّس
وقاذف الجرائد للشرفات
يطلعها
على حقيقة الخداع
والفصول الدراسية المبعثرة في الشوارع
وعباءات النسوة السوداء
وإرتطام مقدمة رجلي
بحجر بارز في الطريق
كأنه أنف يحشره صاحبه
في شؤون المارة
فيصيبني بألم شديد
ويحاول إسقاطي
فلا يستطيع.
إن أكثر ما يعنيني
هو القليل القليل
من هواء نظيف،
من صباح جديد،
من وجوه باسمة في وجهي
تفرغ حولي زحام الباصات.
إن أكثر ما……
كان أكثر من……
صيغة البكاء
جُمل الإعتراض
طرح النفايات
وجمع الصمت
وإتلاف العوادم لرئاتنا
وإحتماء الصقيع
أسفل جلودنا
والبيعة الجبرية في الطَل المحتدم صيفا
وأحتكار عصافيري
وصيد غيّات غريبة للحمام،
والرُسل المحملة بالأوبئة،
وهذا القطيع اللامنتهي
من البشر
وهذا الغلام الذي
حاول النهوض مبكرا
فأصابته الجريدة الطائشة
فسقط من الشرفة
محشورا في رأسه حجر الشارع.
إن أكثر ما كان يعنيني
ماعاد يعنيني.
فثمة وداع قريب
ربما لي
أو قد يكون
لهذا العالم المسكين.
…………….
عصام عبد المحسن
مصر

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.