مواطن سعودي.. همسات من اختيار الأستاذة سامية طرابيشي

همسات الصباح

مواطن سعودي يسكن في المدينة المنورة
صدر أمر بإزالة بيته من جوار مسجد رسول الله صل الله عليه وسلم للتوسعة وأتت لجنة الهدم و وضعت أرقاما على البيوت المشمولة بقرار الهدم …

فأنشد قصيدة يصف حاله؛ وحق له أن يبكي فراق جوار سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم
يقول:

ولمّا رأيت الرقم فوق جدارها
وأيقنت أنَّ الهدم أصبح ساريا
بعثت إليكم بالبريد رسالتي
وأرفقتها شرحاً عن الدار وافيا
وأخليتها والعين تذرف دمعها
والإبن يصرخ والبنات بواكيا
فإن جاءت الآلات تهدم منزلي
وأصبح بنياني على الأرض هاويا
فلا ترفعوا ذاك الركام بقسوة
ستلقون قلبي تحته كان باقيا
فمَن لي بجار يشرح الصدر ذكره
و مَن لي بدار كان للخير دانيا
فإن كنت تبكي إن سمعت مصيبتي
.. فإني سأبقى طيلة العمر باكيا
سلامٌ على دار الرسول وأهلها
فقد صرت بعد القرب بالدار نائيا .

فرد عليه شاعر ولهان بحب النبي العدنان
فقال له :
أيا صاحب الدار التي جاء ذكرها
بطيبة والاشواق تهفو دوانيا
قرأت لك الابيات حين رسلتها
ففاضت دموع العين عبر القوافيا
فدارك يا هذا بوصفك جنة
وقلبك فيها رغم بعدك باقيا
الا ليت من قاموا بهذا ترفّقوا
وراعوا حنيناً في فؤادك خافيا
اما علموا انَّ القلوب منازل
وأعظمها ما كان لله صافيا
وما علموا ان الجوار معادن
وجيرة خير الخلق اسمى الامانيا
ففي ذكره للنفس انس وراحة
وفي قربه تغلوا ديارا خواليا
فصلِّ وسلًم يا إلهي على النبي
محمد خير الخلق للناس هاديا

فقال : محب و متيم أخر

لما قرأت القصة والابيات
لم أستطع التوقف عن البكاء وصار قلبي داميا .
وكتبت في ذلك الأبيات التاليه :

ياصاحب الدار التي بلغني ذكرها
لما سمعت مصابك هان مصابيا
قد حق لك البكاء بحرقة
وغير أن الدمع لن يفيدك حاليا
آجرك الله على مبتلاك يا أخي
وطيب قلبك حتي تصبح راضيا
كيف بحالك انت يا مسكين مفارقا
اذا كنت قد بت بالسمع باكيا
وان كنت ابكي فراق أحمد زائرا
فكيف الحال وقد كان أحمد جاريا
والله لا أرى لمصابك خير خلفة
إلا جوار أحمد بالجنان العاليا
فيارب اخلف صاحبي بجواره
في الفردوس بعد عمر صافيا
واحشرني معه فقد رق قلبي لحاله
وانت أعلم ياالهي بحاليا
وصلي على من جمعنا حبه
واسقني من حوضه واسقي اهليا

يا من أنابوا للعظيم وأسلموا
بالشكر للمولى الكريم ترنموا
يا من تحبون الرسول محمدا
صلوا على خير اﻷنام و سلموا
.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.