بين فسيفساء… نثر. بقلم عصام عبد المحسن

قصيدة نثرية.
.
.
بين فسيفساء
ترسم
بهجة الحضور
تعيد الوجود
إلى دفء مبتغاه
وفسيفساء
تصنع
عالما من صقيع
أترجّل…
بنايات
رغم شيخوختها
في امتشاقها،
تمنحك
قوة الدفع،
فتزيل
كل العواقب
من طرقات نبضي
وأجساد
ممتشقة حولي
تعيدني
إلى جاهلية الحياة،
تلك مقارنة
بين تراث
من جدران وقباب
وحاضر
من بشر و فحول.
…………..
في الرواق الممتد
تقف الخيول بكبرياء
تلتقط لنفسها
بعضا
من صور البقاء،
تحجب
الفواصل الإسمنتية
بين الأحجار العتيقة،
وإلتصاق أجسادها،
متراس
يمنع
دخول الغرباء
لتزيّف الحقيقة.
……………
وسط الحديقة العامة
راح أولادي يلهون
بالكرة،
بالدراجات،
وعند ركوبهم الخيل
لم يستطيعوا.
سقطوا جميعا
إذ نفذ سهم حارق
من الشرفة المطلة،
فأصاب
أقدام الفرح اللاهي
معنا
دون سابق معرفة.
……………..
أسفل القبة الكبيرة
كان السلطان يصلي
ملاصقا كتفه
بكتف رجل …
ملابسه
رثة جدا،
وحاشية السلطان
تكمل الصفوف الأخيرة
على الجدار
بلا ذخيرة حية
تخترق
صدر لافتة
تقول:
ممنوع الإقتراب.
……………………….
بلا إشارة مرور حمراء
وقف الشارع
ألف عام
بلا حراك
حتى
عبر
موكب الوجهاء
وخلفهم
بزمن طويل
سُمح
للعالقين بالعبور،
فعبروا
بسيارت
دفن الموتى.
…………..
السبيل المقام
على ناصية الشارع
صنابيره
نحاسية لامعة
تضخ مياهًا
مذاقها حلاوة
يعرفه
شحاذو القرن الحادي والعشرين،
يخترقون
كومة كبيرة
حوله
من زجاجات المياه المعدنية الفارغة.
……………..
في الساحة المزخرفة
بالنقوش المتربة
والحفر المطموس بالغبار
دكاكين
تحمل لافتات متهالكة
كانت
تجذب الجائعين
لتناول الطعام
بلا مقابل
وتعلم الحكمة في التعامل
وتنقية القلوب
من الضغائن
الآن
هي مغلقة
ومسيّجة
بالحديد المكهّرب
……………….
تعودت زوجتي
أن تطهي لنا السعادة
وتطعمنا
كما كانت
تفعل أمها
أيام الخلافة..
حملنا
في أطباقنا
هدايانا
لجيراننا
فأعادوا لنا الأطباق
مهش……….مة.
……………….
حول منزلي
زرعت أشجارا مثمرة
يأكل منها
كل عابري السبيل
وكلما
أكل عابر منها
ينشرح صدري
ويضيق
صدر جاري
حتى وشى بي
عند الحاكم
فأمر بقطعها
وجاء عليّ
بضريبة المتاجر.
………………..
لعبة البازل
بين يدي أحفادي
لصورة
تاريخ قديم جدا
مبعثرة..
تمكنوا
من تجميعها
بالبحث
في كتب التراث،
ثم جاؤوا
بلعبة بازل جديدة
قالوا لهم
إنه القرن الحادي والعشرون.
منمنمات،
فسيفساء،
حاولوا معها
فأرهقتهم طويلا
وأضاعوا
من الوقت الكثير
بحثا
عن أي مخطوط
يسترشدون به
فما وجدوا
غير صور الدمار.
………………
عصام عبد المحسن

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.