عن الاسم… خاطرة بقلم احمد العابد

احمد العابد
خاطرة عن الاسم
ابي رحمه الله في الحالة المدنية سماني احمد، جدي رحمه الله جعل لي اسم حميد بين اهلي والجيران.اما اجمل شئ وقع لي اني في السبعينات كنت بين مسيري اضرابات بالثانوية كمراهقين دغدغت أحلامهم نوع من التوجهات السياسية. ويحمد للمغفور له الحسن الثاني رحمه الله ذلك الانفتاح على كل التيارات الفكرية حتى المناقضة للهوية المغربية. لاعلينا ، جاء عميد الشرطة يطالب المدير بفتح باب الثانوية لكنه رفض رفضا باتا معللا ذلك بان للثانوية حرمتها الا ان احد المعيدين داخ سبع دوخا ليعرف اسمي من الطلبة(كان ينعتنيامامهم بذاك الغليظ الشفتين ) ولسبب ما لم يحصل عليه. فاعطى لائحة المسيرين بدوني.. وبعد يومين احتج الطلبة علي كيف اني لم ارهن مثلهم…. غريب أمري مع الأسماء . جيران الحي الخلفي لسكني يسمونني حسن . الطريق على يسار منزلي بعضهم يناديني سي مصطفى . اجلس في مقهى .الجالس بقربي بعد تعارف ليومين يرى باني شرطي مخبر . صديقي المتوفى رحمه الله فيصل . يقول باني لو ولدت في جنوب القارة لكنت متعصبا لقبيلة دون اخرى .. اهلي في صغري لاسئلتي الكثيرة يلصقون بي نعوتا نشاز في رايي، لظنهم باني غير طبيعي. كانوا لايحبون حتى التواصل معي. كبرت وكاي مراهق عشت اضطرابات نفسية كان اخطرها الشعور بانك انت ولاشي داخلك يتبث ذلك ، وحتى لايطير عقلك تستنجد بكناش الحالة المدنية . احترم الحالة المدنية تلك الورقة الخاصة باتباث شهادة ميلادي وانتمائي الجغرافي ، انها بطاقة هوية أولية لجسد يقيم في حيز محدد .وهذا الشعور بهوية جسد له اسم في حالة مدنية يمنح للذات اتباث ودليل على ان النفس الفارغة الى حد الفراغ التام،يمكن أن ينقذها من الضياع والجنون التعلق بورقة في حالة مدنية. بل إن إعادة هذا التعارف يجدد الاحساس بالامتلاء النفسي . جميل أن تشعر بعد فراغ نفسي وروحي بان ليس هناك داخلك غيرك انت محددا باسم مسجل في الحالة المدنية، المهم وصية مني لمن احس بالفراغ المرعب، ليرجع الى ورقته في الحالة المدنية بكل تفاصيلها، ثم ليذكر الله باطمئنان. وستكون اموره بالف خير ..والعجيب ان اسمائي تعددت ولم تملا فراغي كاملا ،إذ التعرف على هويتي لايحدد هدفي من الحياة . الاسم هوية والهذف فعل. كثيرا من الاحيان ارجع الى الآية الكريمة من سورة البقرة * وعلم ادم الأسماء كلها * الله سبحانه وتعالى يخبرنا انه علمنا الأسماء كلها .فكيف اننا لاتعرفها، لأنه جلت قدرته جعل اكتشافها مقرونا ومرتبطا بالنظر ، وبالبحث والتساؤل والاكتشاف المعرفي والعلمي. اي بالفعل والعمل الشاق والمضني . لذا اعتقد بكل تواضع ان الاسم من الله، هو من علمنا اياه. وان الفعل من الانسان .لذا لايحاسبنا الله الا على ماعملنا . أليست هذه بعض اعظم معاني وجودنا في الحياة ان ننطلق باثباث اسمنا من ورقة في حالة مدنية الى إثبات هويتنا النفسية والعقلية بقراءة أوراق الحياة وتفعيل مضامينها الوجودية والكونية.؟؟؟؟؟

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.