الكذبة الكبرى… بقلم الشاعر د. وصفي حرب تيلخ
الكذبة الكبرى….
شعر :د. وصفي حرب تيلخ
مضت العهــــود فما لهنّ إيابُ
……………………………………… سقط القناع وآبت الألبـــابُ
فُُضَّ الكتاب ,تناثرت صفَحــاته
……… ……………………………. وتبيّنت بسطوره الأسبـــاب
جاؤوا الينـــا واعدين بزعمهم
……………………………….. … ومبشّرين, وهل يسرُّ غراب!
متعهّدين بكل ما من شــــــأنه
………………………………. … بعْث الحياة إذا الحياة سراب؛
حـريّـة الإنســــــان بل وغــذاؤه
………………………………….. … وهواؤه, والأخريات تُهــاب
سنفكّ كلّ قيودكم , وحقوقكم
…………………………………… سنعيدها, والآتيات عجــــاب
سنحارب الإرهاب في بلدانكم
……………………………………..حتى يكــــون لأمننا استتباب
قالو ا: سنصلح حالكم ومعاشكم
……………………………….. .بالمصلحين , وللصلاح نِصاب
***
شـكراً لكم إنّا عهدنـا وعْدكم
…………………………………. … وبكلّ وعدٍ نكبــةٌ ومُصــــاب
فصـــلاحكم ردوه حيث أتيتمُ
………………………………….. بئس الوعود وبئست الألقـاب
لا نرغب الإصلاح من حضراتكم
……………………………………….. . فلكـلّ قـومٍ بيئةٌ وثيـــــاب
هي كذبةٌ كبرى تفتّق ذهنكم
……………………………………. عنها وكان لصُنْعها أقطـــاب
عشنا السنين بكذبةٍ خدّاعـةٍ
……………………………………… وتواترت فتطـــــاول الكذّاب
سقطت معالمُ من حضارة أمّتي
…………………………………… .فالزاهرات بلاقع ٌ ويَبـــــاب2
وهوَتْ كواكبُ أو أُذلّت أنجمٌ
………………………………….. وثرىً تدنّسًَ واستُبيح سحـاب
وتشتت الأحباب من جرّائها
………………………………….. وتقطعتْ من هوْلها أنســـاب
خدعوا بتلك الأمنيات جماعةً
………………………………….. … وتحوّلتْ عن خطّهـــا أحزاب
***
أمّا الحقيقة غير ذاك وإنمـا
…………………………………… … ثرواتنا ودمــــاؤنا وحســـاب
صنعوا من الإرهاب أشكالاً لها
…………………………………….. في كلّ ركنٍ مخلبٌ أو نـــاب
هم أسّسوه بفكرهم وعقولهم
………………………………. … وله قــــــــواعد عندهم وِقباب
هم كوّروه وربّعوه ومدّدوه
………………………………….ووظّفــــوه , فنـــالهم أعْطـــــــاب
جعلوه (جوْكرَ) أو عصا ً سحريةُ
…………………………………. .. هزّوا بها إمّا يُســــــــــاءُ خِطاب
***
يا سـادة الكون الكبار ترفّقوا
……………………………….. … فالرّفق يبني والضّغوط خراب
أبناؤنا ورجالنا ونســـــــاؤنا
…………………………………….. وهواؤنا وسمــــــــاؤنا وتراب
متماسكين كأرضنا وبنائهـا
…………………………………… ولك أرضٍ قمّــــــةٌ وهضــــاب
وجميعنا في مركبٍ يمضي به
………………………………….. … لنجــــاته الرّبّان والرّكّــــــاب
فدعـــوا مراكبنا تسيرُ أمينةً
………………. ………….. ودعوا الحيـــــاة تسير وهي رحاب
جفّفتم سبُل الحيـاة جميعها
……………… …………….. وبفضلكم نال الجميعَ مـــلاب 3
كمّمتمُ الأفـــــــواه لا نتكلّمُ
……………………………. … كُسِـــر اليراعُ وأُرْهِب الكُتّـــــــاب
وعُدّت الأنفاس حين خروجها
…………………………………وكـــــذا تُعَــدّ إذا يكــــون إياب
فقرٌ وجهــلٌ علّةٌ وبطـــــالة
………………………… ……… وبكيدكم كل الأمـور صِعـاب
ذلٌّ وبؤسٌ والحيـاة ذميمة
…………………………….: … وثروةٌ منهــــــــوبةٌ وضَبــــــــاب
أين الحقـوقُ والمزاعم كلها
………………………… … أين العــدالة والبـلاد سِــــــــــــلاب
فوُعودكم مردودةٌ وخيارنا
…………………………. … أوطاننــــا , ونبيّنـــــا وكِتـــــــــــاب
نحن على الإرهاب حربٌ قبلكم
………………………………… لكنْ لكلٍّ مــــــوْردٌ وعبــــــــــاب
أما هديّتكم بكلّ بهائهــــــا
………………………. ……… فتفضّلوهــا أيهـــــا الأقطــــاب
إن كان أعجبكم سواد عيوننا
………………………ـــ…… …أو كان فينـا للجَمـــــــال إهاب
هذي المنابع إن أردتم سبْرها
…………………………….. … لِتُجفّفوا ولْتُرحمُ الأعصاب4
د. وصفي تيلخ
***
1- مطالبة اميركا لنا بالإصلاح
2- الزاهرات: المدن العربية التي كانت مزدهرة
3- إشارة الى مقولتهم “تجفيف منابع الإرهاب”
ملاب: أذى من فقر ومرض…الخ
4-البيت إشارة لما مرّ في القصيدة من آفات