قراءة في نص… نثر بقلم الاديب قاسم وداي الربيعي

قراءة في نص الاديب
قاسم وداي الربيعي
نوع النص ..نثري
ثيمةالنص ..وطني
اسلوب النص سهل ممتنع
…….
رغم اني لم اكتب في حياتي مقطوعة نثرية لاني اعترف بعدم قدرتي على هذا النتاج الا انني اتذوقه واقراه باستمرار لما يملكه من صور وتعابير جميلة لذا ابحث بين فترة واخرى عن نص أتلاقفه في ذاكرتي لامرّ عليه واغوص فيه شافيا غليلي دون البحث عمن كتب النص .
اننا اليوم في العراق نخوض في يم من التناقضات الفكرية والسياسية نشعر بها في متاهات ذاكرتنا وحر قلوبنا فعندما نجد نصا يسامر المخيلة المتعبة تنطلق الكلمات مدوية كالهدير وهو راي شخصي بقراءة اعتقدها
بسيطة وقد لاتف النص حقه.
تصفحت اليوم ووقع بصري على نص جميل رائع معبر للشاعر قاسم وداي الربيعي .
ان الشاعر المذكور حين يكتب يشعرك كانك تجلس بجانبه فهو لم يغادر اصل بيئته ولم يتنكر لها تشعر انه ريفي لحد النخاع وفي نص اخر يشعرك انه البغدادي الاصيل .
هناك ثقافتان اثرت بشكل مباشر في مسيرة الشاعر الثقافة السومرية والمصطلحات الاهوارية الجنوبية الاجتماعية وجريان المشحوف واصوات الطيور وتمايل القصب وهذا اعطى للشاعر خيالا واسعا كبيرا والثقافة الاخرى زحامات بغداد وتشابك الشناشيل واضوائها وبناياتها الرائعة
هذا الامتزاج كان روحيا اثر بشكل كبير على نتاجاته الادبية لذا انا وجدت من الضروري ان اعرّف به من خلال نصه الذي امامي
(محتالون)
العتبة تدل على النص وفحواه حتى لو لم يشير اليه الكاتب لانه مخزون فكره يريد الكاتب ان يوصله للمتلقي .من هم (المحتالون) اعتقد كلنا عرف من هم رغم عدم التصريح وهذه مفردة (بغدادية ).
يشعر الوداي بالفرق الشاسع بين المثقف والمحتال واطلق عليهم لقب( الخردة) مصطلح شعبي بغدادي ايضا
هو يبحث عن الثقافة في الكتب (بغدادية) ويزرع الارض بالسلام (سومرية)بان واتضح التمازج بين الريف و المدينه وظهر الفرق الاخلاقي الذي تربى عليه العراقيون.
(بسطاء لا نثير الغبار
كل همنا ان لا تغادر العصافير اعشاشها)
اصطلاح الغبار هنا للتعبير عن عدم اثارة المشاكل كي لا تدفعه السلطات لترك بلده والهجرة بعيدا ودلالة التمسك بالوطن .
العصافير والاعشاش (سومرية)
ويهرب بنا وداي الى مديات التاريخ الذي مثله دلمون والعصر الحديث ،يوسف الصائغ ،وتوفيق الحكيم واهل الكهف ليقول نحن شعب مثقف يتنازع مع البؤس من اجل الثقافة .
وبرجاء المتوسل يطلب من المحتالين ان يتركوا هذا الشعب لينعم في حرية التفكير وليجد نفسه بين شعوب العالم
(أتركونا الآن , هناك ثقوب للأمل)
اتركوه بعد ضيعتموه في غياهب البؤس والتحلل.
النص رغم صغره ورغم بساطة مفرداته الا انه يحمل الكثير .(السهل الممتنع)
تحية لك ايها الاديب وعذرا للاختصار وما ورد اعلاه وجهة نظر شخصيةليس الا.
ولنرحل مع النص
….
محتالون قاسم وداي الربيعي
_________

الفرق بيننا سادتي ( الخرده )
إننا نجوب الكتب والعناوين
نزرع السلام دون أن تنبحنا كلاب الليل
بسطاء لا نثير الغبار
كُل همنا , أن لا تغادر العصافير أعشاشها
نعبر المسافات و ( يقظة دلمون ) تصافح ألسنتنا (1)
ترشدنا أعمدة النور حين نعود
يوسف الصائغ
مي مظفر
” أهل الكهف ” لتوفيق الحكيم
و
تسقي جذورنا الطرية
حينها كنتم لا تجيدون
غير الضرب بالسكاكين والخناجر
فلماذا تسرقون همة الأجيال
وهذا الشعب ملقى على دكةِ المغتسل
يستغيث بالسنبلة .
أتركونا الآن , هناك ثقوب للأمل
يمكنها أن تكون حفلة عرس
نخلع فيها سنواتنا المتسخة
ونغازل الاصرار ..
…………………..

(1) يقظة دلمون المجموعة الشعرية لصديقي وأستاذي الدكتور خزعل الماجدي

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.