ليلة سقوط بارو..قصة.. بقلم كاتبها عبد الإله ماهل

ليلة سقوط بارون
لكاتبها: أ. عبدالاله ماهل من المغرب
الحلقة العاشرة والاخيرة
أوشك الليل أن يودع بسلام ويمضي إلى حال سبيله، ولا من ظلمة تذكر؛ إلا وانجرت تباعا على وقع إطلالة صبح، سرعان ما انجلى على إشراقات لاحت من بعيد، ما انفكت تزحف على أقل من مهل؛ لتملأ بدل الظلمة نورا على نور.
اقترب من الشباك وعقله شارد الفكر، جال ببصره من هنا وهناك ولم يحصد إلا تنهيدة فاهت من الأعماق؛ وكأنه استسلم لقدره، ولم يعد له أي مجال للمناورة؛ اللهم الاستعداد والتأهب لما هو أسوأ.
جمع ما خف ودل، لزم مكانه وكلبه كظله لا يفارقه، يتطلع خارجا من وراء ستار، وسمعه مرهف؛ لعله يتصيد أي طارئ محتمل؛ بلاغ من ذلك الطبيخ لم يتبقى له إلا اليسير ليذاع عبر الأثير وشاشات التلفاز.
…أذيع البلاغ، وأزيح النقاب عن طبيخ تمخض عنه مولود جديد، من غير لون أو طعم؛ مشروع للون جديد.
نزل عليه النبأ كالصاعقة، بكى وترنح، ولم يدر إلا وهو يشد بكلتا فكيه على كلبه، يصب فيه جام سمومه؛ ضاعت منه الحصانة.
لم يتأخرعليه الرد؛ وكأنه استشعر بها وعن بعد، حركة دؤوبة تحوم حول المكان، لم يجد معها من خيار سوى أمران أحلاهما مر: الفرار أم غياهب السجون…
خاف على نفسه؛ وكأنه كان مجرد كلينكس ليس إلا؛ لتنتهي صلاحيته من هناك، وتبتديء من هنا؛ على وقع نكال فيه، لا لشيء إلا للاستهلاك الداخلي وكفى.
لم يرتض لنفسه لا هذا ولا ذاك، رصاصة رحمة أنهت اللعبة؛ لتصدق عليه مقولة” عاش خائنا ومات كافرا”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.