بيروت تحترق .. قصه قصيره بقلم العابد عبد الرحيم
الجنس قصة قصيرة
العنوان..بيروت تحترق
الاسم : العابد عبد الرحيم
المغرب
——————-
/ بيروت تحترق
——————-/
حدثتني شهرزاد ان بعلبك حكت لها: نصب البدو خيامهم
لاستقبال التعازي بعد ان شاع خبر احتراق بيروت و هي
نائمة تغازل احلامها. كانت تحلم بقطعة خبز تسد بها رمق
الجوع في صباح اليوم المقبل. لقد تذكرت مأساة صبرا و
شاتيلا وهي تستيقض على ذوي انفجار هيروشيما.
بيروت المرفأ كانت كل السفن واقفة تغازل وجه القمر الذي
انعكس على ماء البحر في منظر جميل. لكن جمالية المنظر
تحولت الى رماد ، الى دمار امتد الى كل شوارع المدينة.
مخلفا ورائه أبشع المناظر جثت هنا وهناك واشلاء واعضاء
بشرية..صراخ وصراخ ، جرحى، الكل هارب نحو منفذ مجهول..الكل يبحث عن نفسه وسط حطام رهيب. الكل
يتساءل ما الذي وقع؟.
لا احد يمتلك الجواب سوى الرعب.!
قال احدهم: لا يمكنني ان اصدق هذا.! قالها بدهشة كالدجاج
وتابع سيره. كانه يبحث عن شيء فقده.. ربما نهاية حلم
بيروت! ام رياح الغرب العاتية شيء مبهم لا يمكن تصوره.
حاولت الصحف استقصاء الحقيقة لكن الغموض لم يسمح
بذلك. كان التلفار يعيد نشر صور الخراب والدمار، كل…كل الاداعات تستبق نشر الخبر بل الاخبار الواردة من البيروت.!
حطت الطائرة القادمة من بيروت بمطار الدار الييضاء الدولي. نزلت احدى القادمات من بيروت ام لثلاثة ابناء.
حاول الصحفيون استفسارها عما حل ببيروت الميناء كانت
مصدومة .لا تتذكر سوى شظايا الزجاج التي تناثرت حولها
وهي تحاول ضم ابنائها الى صدرها(الحمد لله انني وصلت
بخير. يمكن لي ان اشخص لكم الوقائع من بعد).
في اليوم الموالي استرجعت بعض قواها. اجابت الصحفي بانها لا زالت تعيش تحت الصدمة وانها بعثت من وسط جهنم.
اخذت الدول تقوم بارسال المساعدات الى المنكوبين ضحايا انفجار بيروت(فيروز).كان احد كبار العسكريين
يمتطي سيارة عسكرية مصفحة يحيي الجنود المرابطين
بالمطار. كانوا يبادلونه التحية باحترام ودموعهم تهطل على
خدودهم الشاحبة وهم يقومون بتفريغ حمولات الطائرات
التي اقلت المساعدات.
في الجانب الأخر من بيروت كان الميناء ورشا من اوراش
العمل التطوعي و الاجباري لانقاد ما يمكن انقاده.
نصب البدو خيامهم لاستقبال التعازي بعد ان شاع خبر
احتراق بيروت(نحن اولى كلنا عرب)منتهى السخرية و —
الاستهزاء. باسم الشعب العربي والامة الاسلامية اتقدم باحر
التعازي لشعب لبنان الحبيب. اغلق الهاتف وكسرت السماعة
خوفا من ان ينتقل اليها فيروس الانفجار.!
لا زالت فاطمة القادمة من بيروت الى الدار البيضاء تعاني
من صدمة الانفجار.
قال احمد لرفيقه وهما يعبران احدى الطرق المؤدية الى الميناء بالله عليك الا تظن بان اسرائيل لها يد في الذي وقع؟
رد عليه وهو يحدق في عينيه وكأنه يخفي عنه شيئا ما. اجل
بالتأكيذ وهل تشك في ذلك.! الا ترى الحصار المضروب على
جنوب لبنان انه من الاستراتيجيات الاولى للتطبيع مع الكيان الاسرائلي. وماذا عن العرب؟ فاقد الشيء لا يعطيه يا اخي.!
الا يكفيك انهم نصبوا الخيام.
بعيدا عن بيروت التي ظلت حلما. الدار البيضاء المغرب.
رن الهاتف رن ثم رن وأخيرا (الو من على الخط ؟الصحفي
مرحبا).
– كيف حالك الآن.؟
– احسن بكثير.
– هل يمكنك الحديث.؟
– شيئا ما.
– هل تتذكرين وقائع الانفجار بمرفأ بيروت ؟
– اتذكر ما عشته انا واولادي لا غير.
– كيف؟
– كان انفجارا قويا هز اركان المدينة.
– هل تعرفين السبب؟
– ولا رئيس لبنان يعرف السبب.!
ما هي اوضاعك الآن.؟
– طائر فقد وكره.
– ماذا ترغبين الآن؟
– الرجوع الى بيروت.
– لبنان محاصرة من الجنوب.!
– كل الدول العربية محاصرة، محاصرة من قديم يا استاذ.
– وما العمل؟
– رثاء في رثاء يا اخي.
– فيما سينفع؟
– إسأل الخنساء.! اعرف اني احرجك باجوبتي.! انت الذي
اخترت الاتصال بي.!
– عفوا.
– لا عليك.
حدثتني شهرزاد ان بعلبك حكت لها عن بيروت. نصب
البدو خيامهم لاستقبال التعازي( لما لا كلنا عرب و نحمل نفس الهم). اجابه وقد اخذت الحسرة منه مأخذها.
– كلنا عرب ونحمل نفس الهم.كلنا اناس ونحمل نفس الهم
ارددها وانا سائح او نازح اجوب كل بقاع العالم.!
– اجل يا احمد اذا ضاع السلم ضاع السلام. اذا ضاع السلام
ضاع السلم. والباقيات الباقيات، الباقيات اشد ظلما وعوانا.
العابد عبد الرحيم
الفقيه بن صالح
غشت 2020