رحاب السعداء… مقال بقلم – ياسر مكي

.
رحاب السعداء
مقال بقلم – ياسر مكي
إن لم نكن سعداء اليوم فمتى سنكون ؟ سؤال الإجابة عليه سهلة وبسيطة لاتحتاج إلى تفكيرأو مجهود حتى وإن أختلفت إجابة كل مناعليه لاختلاف مفهوم السعادةومنظور كل شخص لها وإن لم نكن سعداء فاللوم هنا يقع علينا نحن وليس على سوانا لأن السعادة تمنحنا مزاياعديدة لم نكن نعرفهاعن الحياة تتوافر في منحنا جانب واحد أو أكثر مضيء في دنيانا لأننا مكبلين بالمشاكل والتعقيدات والغلاءوالبلاءوأتعبتنا آلام الدنيا فوجب علينا أن نتعلم كيف نعيش مع الأشياء البسيطة والنعم التي نملكها ونقنع بها أنفسنافعندما نكون سعداءتجدنا نستمتع بحاضرنا بدون قلق على مستقبلنا
فالسعداء قد لا يملكون كل شيء ولكنهم يسعدون بكل شيء يملكونه فتجدنا نتصرف كالأطفال في مشاعرنا أقل شيء يسعدنا بل من الغباء أن نعجز عن الانضمام إلى قافلة السعداء لأنهم وحدهم بإمكانهم إعمار مجتمع ووطن عندما ينخرطوا في حزب النسيان ليعيشوا سعداء بمن حولهم وأغنياء بمن يعيشوا بينهم فتصبح السعادة حينها جزء لا يتجزأ منهم ومن تكوينهم
والسعداء هم من تبدأ سعادتهم من الداخل بشعورهم بالرضا والطمأنينةواليقين فيجعلون الآخرين سعداء معهم تراهم دائما يبحثون عن كيف يساعدون غيرهم ويشعرون بمتعة العمل فلا شيء يجعلهم سعداء سوى أنهم يرواأنفسهم يعملون وينجزون شيئآ ويبنون أشياء لها تأثير ذات قيمة ومعنى لهم ولغيرهم علموا أن الحزن لا يجدد قديمآ ولا يعيد ماضيآ ولا يرد غائبآ فتركوه جانبآ وابتسمواللحياة تراهم دائمآ يسيرون على طريق الخير والحق راضين بما يملكون قل أو كثر انشغلوا بأنفسهم عن الآخرين انهوايومهم ولم يقتلوا سعادة أحد ولم يغتابوا أو يفضحوا سر أحد بل سارعوافي طريق العطاء للآخرين ومسح دمعة المحتاجين وجبر خواطر المنكسرين وعملوا على إصلاح قلوبهم وتقويمها وتطهيرها من الحقد والحسد وآمنوا بأن ما أصابهم ماكان ليخطئهم وماأخطأهم ما كان ليصيبهم فأطمأنت قلوبهم وسعدت حتى وصلوا إلى النجاة بأن عرفوا حقيقة الحياة وأنها دار ممر وليست دار مقر فرضوا بما أتآهم الله وقنعوا به ووثقوا بالله وعلموا أن اليد الممتدة إليه لا تعود فارغة أبدآ وانضموا إلى رحاب السعداء
.
بقلم – ياسر مكي

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.