من نظرية الروح..(ج2) مقال د .  مَحَمَّد خَليل الْمَيَّاحي

مقال نظرية

الجزء الثاني من نظرية الروح والنفس الشاملة للميّاحي

ٱكتشافي ومفهومي وتحديدي وتأْليفي

د .  مَحَمَّد خَليل الْمَيَّاحي  /  العراق

 

خ. المادة السابعة  /  تغيّرات النفس

( مفهومي وتحديدي الجديدان ) :

أَولا. النفس الإِنسانية :

ٱستنادا إِلى مفهوم النفس الإِنسانية الذي ذكرناه

آنفا ، وٱستنادا إِلى واقعها الحياتي بكل

تفاعلاتها وصراعاتها فإِنها تتغير تغيّراعقليا

وفكريا ونفسيا مضطردا في مقدار الحاجة

والسعي والعمل والأمل والطموح والتحصيل

والبلوغ والرغبة والصبر والتحمّل والتعامل

والتفاعل والرأْي والرؤية والقناعة والتمرّد

والٱتزام وفي حالة الحب والشعور والمشاعر

والمزاج واللهو والسعادة وفي كلّ الجوانب

النفسية والمادية للمواكبة والحاجات والرغبات

والقناعات والأَمزجة والمعالجات المتعلقة

والمربوطة بالتغيّرات الحياتية المحيطة

بالإِنسان ، ولٰكنّ النفس عادة ما تحافظ على

ثبوتها وعلى صعوبة تغيّرها في جوانب الإِيمان

والعقيدة وقسم من الطبائع المترسخة والموروثة

التي تأْخذ طابع المبادئ مع إِنها جميعا قابلة

للتغير حسب قوة المؤثرات الزمانية والمكانية

الضاغطة على الإِنسان .

ومن أَهمّ العوامل المؤثرة التي تلزم النفس

الإِنسانية بالتغيٌر نحو الأَفضل أَو الأَسوء حسب

القياسات الإِيمانية والعقائدية والمبدئية

والسلوكيات والطبائع العرفية ، والقياسات

العدلية والأَخلاقية والثقافية والمدنية والتطورية

هي  :

(أ). عامل الإِيمان بالله وتوحيده والٱلتزام بما

أَوصانا الله نيّة وعملا وسلوكا من أهم

العوامل الحيوية الذي يساعد الإِنسان على

تغير نفسه نحو الأَحسن والأَفضل ويعتمد

هٰذا التغيرعلى درجة ومستوى اليقين

والتمسك والٱلتزام.

(ب). عامل الحاجة والمصلحة عامل حيويّ

نسبيّ يجبر الإِنسان على تغيّر نفسه نحو

الأَحسن أَو الأَسوء واقعا ومطلبا بحكم

متطلبات العيش والمواجهة والٱستمرارية

والمحافظة على التوازن الزماني والمكاني

للإِنسان في مجابهة الحياة.

(ت). عامل تطوّر الوسائل والخدمات الإِنسانية

وسعة ٱنتشارها عامل حيويّ نسبيّ يجبر

الإِنسان على تغيّر نفسه نحو الأَحسن

غالبا وعلى الٱعتياد والمواضبة

والمواكبة والٱنسجام مع ه‍ٰذا العامل.

(ث). عامل تطوّر المدنية بكل أَحوالها

ومساحتها عامل حيويّ نسبيّ يجبر

الإِنسان  على تغيّر نفسه نحو

الأَحسن غالبا بما ينسجم ويواكب الحياة

المتغيّرة المتجددة.

(ج). عامل النظام القانوني للمجتمع عامل

حيوي يجبر الإِنسان على تغيّر نفسه

نحو الأَحسن أَو الأَسوء تنفيذا وٱنسياقا

أَو يدفعه إِلى تغيّر نفسه تغيرا نسبيا

متدرجا حسب مطاوعة الإِنسان تأْثير

هٰذا النظام ، ويعتمد التغير في كلا

الحالتين على نوعية وملائمة القوانين

وعلى قوة بسطها وتنفيذها.

(ح). عامل الثقافة العامة والخاصة عامل مهمّ

حيويّ نسبيّ يساعد الإِنسان على تغير

نفسه نحو الأَحسن غالبا حسب نوع

ومستوى الثقافة .

(خ). عامل التهذيب العامّ والخاصّ عامل

حيويّ نسبيّ يساعد الإِنسان على تغير

نفسه نحو الأَحسن غالبا  في كل

الحالات شرط التمسك بالقواعد

الأَساسية لهٰذا النوع من التغير.

(د). عامل الحوادث والكوارث والويلات

والرزايا عامل حيويّ نسبيّ قاس يدفع

الإِنسان إِلى تغير نفسه نحو الأَسوء

غالبا  ويعتمد التغيرعلى مستوى

الإِيمان والصبر والتحمّل والقبول

والنتائج والتجديد.

(ذ). عامل الخوف والحزن والألم واليأْس

والفشل والأمراض والموت والخسارة

والفقدان عامل حيويّ نسبيّ قاس يدفع

الإِنسان  إِلى تغيّر نفسه نحوالأَسوء

غالبا ويعتمد على مستوى الإِيمان

والصبروالتحمّل والقبول والنتائج

والتجديد.

(ر). عامل الأمن والسلام والفرح والسعي

والعمل والأمل والنجاح والنواتج

والتحصيل عامل حيويّ نسبيّ يدفع

الإِنسان إِلى تغيّر نفسه نحو الأَحسن

والأَفضل غالبا ويعتمد على طبيعة

الأَحوال والظروف والنتائج.

ثانيا. النفس الحيوانية :

لا يطرأ تغير في نفس الحيوان إِلَّا في حدود

الٱفتراس والكوارث والمؤثّرات والبيئة

والحاجات والغرائز الأَساسية بما يوافق طبيعة

الحيوان وهو تغيّرغريزيّ وليس عقليا وفكريا

كما في الإِنسان وسرعان ما يرجع الحيوان إلى

طبيعة فطرته الثابتة بعد ٱنتفاء الحاجة وزوال

المؤثر.

د. المادة الثامنة  /  رفضي ودحضي تناسخ الروح

والنفس ( مفهومي وتحديدي )  :

أنا أرفض وأدحض فكرة تناسخ الروح والنفس

( التجسّد والتقمّص ) ولا أوافق عليها على الإطلاق ،

ومهما كانت التسمية وفحواها فالأهمّ هنا توضيح

مفهوم هذه الفكرة التي أَقرَّها وأَيّدها عدد كثير من

الفلاسفة القدماء والمعاصرين كما أَيّدتها  وآمنت بها

عدد من الفرق الإسلامية وغيرالإسلامية عبرالتأريخ

الإنساني.

مفهوم التناسخ قد ورد للروح أوالنفس في مراجعه

بمعنى واحد للإِثنين ولم يتم الفصل بينهما ، وكمفهوم

عام جامع بين كل الآراء التي أقرته وأيدته بالرغم من

وجود بعض الٱختلافات بينها هو ٱنتقال النفس من

بدن إنسان عند موته إلى بدن مولود إنساني جديد أو

مولود حيواني جديد ، أو ٱنتقالها إلى جماد أو نبات

وقد يستمر الٱنتقال من بدن إلى آخر اي بمعنى كلّما

ٱنتهى دور البدن بموته ٱنتقلت إلى بدن آخر جديد ،

ولهذا التناسخ أربعة أنواع فالأوّل هوالنسخ

( ٱنتقال النفس إلى جسد آدمي ) ، والثاني هو المسخ

( ٱنتقال النفس إلى جسد حيواني ) ، والثالث هو

الفسخ ( ٱنتقال النفس إلى جماد ) ، والرابع هو

الرسخ ( ٱنتقال النفس إلى نبات ) ، وما ورد ايضا أنّ

في التناسخ أقوالاً ثلاثة فلأول هو التناسخ المطلق

( هو ما لا ينتهي الٱنتقال فيه ولا يتوقف ويعم

الجميع ) ، والثاني التناسخ النزولي أو المحدود

( وهو ما لا يعم الجميع ، ويتوقّف الٱنتقال فيه بعد

التصفية وبلوغ مراتب الكمال ) ، والثالث التناسخ

الصعودي ( وهو ما يحصل فيه انتقال النفس في جهة

الصعود ، من النبات إلى الحيوان فالإنسان ، كما أَنّه

ورد بشكل آخر فالأول هو الإنتقال من النشأة الدنيويّة

إلى النشأة الأُخروية الّذي نسميه بالمعاد ، والثاني هو

الإنتقال من القوّة إلى الفعل ، كانتقال النفس في ظل

الحركة الجوهرية إلى كمالها الممكن ، والثالث

هوإنتقال النفس بالموت من البدن المادي إلى بدن

مثله في هذه النشأة. وهناك كلام آخرفيه ٱختلاط و

تشابه وٱختلاف نسبي ولكنه لا يخرج من إطار

مفهوم التناسخ بمعناه العام مع إنّني لم أجد فيه كلّه

إشارة تذكر تناسخ روح أونفس الحيوان كأساس

حيواني وإنما ذكروا ففط تناسخ روح أو نفس

الإنسان كأساس إنساني.

وقد كانت مبررات الفلاسفة لأهم نوع من التناسخ

والمعتقدين به وهو النسخ ( ٱنتقال الروح أو النفس

من بدن إنسان عند موته إلى بدن مولود إنساني

جديد ) وقد تتكرر بشكل مستمر هي الٱعتقاد بإتمام

تطور الروح والنفس من أجل الوصول إلى الكمال ،

وتصحيح الأخطاء في الكائنات الإنسانية السابقة

تحقيقا لعدل الله في الأرض بين خلقه الإنساني أو

لإتمام رسالة معينة . ولكن قد تكون في هذا الٱنتقال

فرص ضائعة فتتراجع الحالة نحو الأدنى.

وفيما يلي الأدلة على رفضي ودحضي كل مسمّيات

وأنواع  ومفاهيم التناسخ واهمها  :

أوّلا. مفهوم عملية التناسخ تتناقض مع طبيعة

وقدرة الخلق الإلٰهي التي تقضي بفردية الروح

أوالنفس أي أنّ لكل إنسان أو حيوان له روح أو

نفس بتخصيص منفرد بلا تداخل أو ٱنتقال ، لأنّ

الروح أوالنفس في فعل القدرة الإلٰهية

المطلقة وفي ضوء رؤيتنا الإيمانية المنطقية

ليس شيئا محدودا ينفذ وينتهي عند الله حتّى

يحتاج إلى تكررارها في ولادات حيوانية جديدة

أخرى ، مثلما لا ينفذ عنده أيّ شيء خلقه في

الوجود . كما أن عملية التناسخ بمفهوم ٱنتقال

الروح أوالنفس إلى الجماد والنبات مرفوضة

ومدحوضة قطعا لأنّ الجماد في الأصل ليس له

روح ونفس لعدم امتلاكه العقل والحواس

ومظاهر الحياة ، والنبات ليس له روح ونفس

لأنه لا يمتلك العقل والحواس ويمتلك مظاهر

الحياة إلّا الحركة والتنقل والإحساس ، وموته لا

يشبه موت الكائن الحيواني حسب تحديدنا

المذكور آنفا ، بالإضافة إلى أنّ الحاجة القدرية

والحاجة الحياتية الواقعية تنتفيان إلى غاية

ونتيجة ٱنتقال الروح أو النفس إلى الجماد

والنبات لأنّه ليس هناك سبب دافع لذلك بأيّ

حال من الأحوال.

ثانيا. كل روح أو نفس لا تتوافق وتنسجم بحكم الخلق

والتكوين وبموجب قاعدة التخصيص الإِلٰهي

بعد عملية الإخصاب وتكوين الجنين وما بعدها

إلّا مع جسم حيواني واحد منفرد فقط ، أَي أَنّ

الروح والنفس تمثل وتجسد كيانا واحدا بكل ما

يحمله من طبيعة وعقل وإحساس وإِدراك

وقدرات بشكل مستقل ، وحينما يتعطّل ويتوقّف

الجسم تماما عن أَداء فعالياته الحيوية تنفصل

الروح  وتخرج من الجسد فتموت النفس

ويتوفّاها الله ، وعليه إذن كيف تنتقل الروح

بعد موت جسم الكائن إلى جسم كائن آخروهي

قد ٱنتقلت إلى مكان عند الله وحده لا يعلمه إِلّا

هو ، وكيف تنتقل النفس بعد موت جسم الكائن

إلى كائن آخر وهي قد ماتت وتوفاها الله

وٱنتقلت لحفظها بما تحمل من سجل الأعمال

والحوادث إلى مكان عند الله لا يعلمه إلّا هو

أيضا ولاكن قد تختلف نفس الإنسان عن نفس

الحيوان بالنسبة لسجل النفس ومكان الحفظ

، لذلك لا يوجد مبرر إلٰهي قدري أو حياتي

يقضي بٱنتقال الروح أوالنفس إلى كيانا ٱخر

مهما كان نوعه ، وللإنسان خصوصية خاصة

مضافة له وبالرجوع إلى مفهوم الروح

والنفس الذي قدمته في النظرية سنجد إنّ

النفس الإنسانية عظيمة وغنيّة بما تحمله

وتمثله وتجسده في ذات وكيان الإنسان من كل

مؤهلات العقل والإدارك والإرادة وما جاء في

مفهومنا للنفس الإنسانية ومن كل ما كرمه الله

به وشاء له من أسباب خلقه وحياته وموته

من أجل خلوده بعد الحساب والجزاء عن غاية

خلقه وٱختباره في الحياة الدنيا ، وبعد عرضنا

واستنادا إلى المعايير الإلٰهية حسب ما جاء

في الكتب السماوية والقرآن الكريم فإنّه لا

يجوز قطعا ٱنتقال الروح أوالنفس للإنسان حين

موته من جسده  إلى بدن مولود إنساني جديد

لتشارك الكائن الجديد وتختلط به مع كل ّما

تحمله فتتداخل سجلات الأعمال والحوادث

للكائنين ( الكائن الميت والكائن الجديد ) ،

وهذا يتعارض ولا يستوي مع المعيار الإلٰهي

للحساب والجزاء الٱنفراديّين لكل إنسان بنفسه

لأنّ عملية الفصل بين الكائنين سوف لا تقبل

الصحة والٱستقامة بوجود التداخل والٱشتراك

والٱختلاط ، لذا لا يصحّ ولا يجوز بايّ شكل

وحال ٱنتقال الروح أوالنفس للإنسان بعد موته

إلى إنسان ٱخر بولادة جديدة ، وفيما يلي

الآيات القرآنية الكريمة التي تثبت فردية الروح

والنفس لكل إنسان بشكل مستقل تماما ، وتثبت

أنّ كل كل إنسان يحاسب ويجازى عن نفس

مخصّصة له وحده فقط لا يشترك معه ولا

يخالطه بها أيّ إنسان آخر وبهذا سيكون لكل

واحد سجل للأعمال والحوادث خاصّ به يوافق

ويطابق قاعدة الحساب والجزاء الإلٰهية

المحكمة العادلة  ، وتثبت كذلك ما رأيناه

وكتبناه في هذا الأمر :

( أ ).  ( يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجَادِلُ عَنْ نَفْسِهَا

وَتُوَفَّىٰ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ وَهُمْ لَا

يُظْلَمُونَ )  [ 111  سورة النحل ].

( ب ). ( وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ۖ

ثُمَّ تُوَفَّىٰ كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا

يُظْلَمُونَ )  [ 281  سورة البقرة ].

( ت ). (  وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا ۖ

قَالُوا أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ

وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ

تُرْجَعُونَ )  [ 21  سورة فصلت].

( ث ). ( الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَىٰ أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا

أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا

يَكْسِبُونَ )  [  65  سورة يس ].

( ج ). ( حَتَّىٰ إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ

رَبِّ ارْجِعُونِ )

[  99 سورة المؤمنون ].

( ح ). وَأَعْطَىٰ قَلِيلًا وَأَكْدَىٰ(34) أَعِنْدَهُ عِلْمُ

الْغَيْبِ فَهُوَ يَرَىٰ( 35) أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِمَا

فِي صُحُفِ مُوسَىٰ(36) وَإِبْرَاهِيمَ

الَّذِي  وَفَّىٰ(37) أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ

أُخْرَىٰ (38) وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا

سَعَىٰ  (39) وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ

يُرَىٰ(40) ثُمَّ  يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الْأَوْفَىٰ

( 41) وَأَنَّ إِلَىٰ رَبِّكَ الْمُنْتَهَىٰ( 42)

[ سورة النجم ].

( خ ). ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ

وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ

إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ )

[  18 من سورة الحشر ].

( د ). ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا

يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ إِلَى اللَّهِ

مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ

تَعْمَلُونَ ﴾

[ 105 من سورة المائدة ].

( ذ ). ( وَاتَّقُوا يَوْمًا لَا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ

نَفْسٍ شَيْئًا وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلَا

يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ )

[  48 من سورة البقرة  ].

( ر ). ( وَاتَّقُوا يَوْمًا لَا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ

نَفْسٍ شَيْئًا وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلَا

تَنْفَعُهَا شَفَاعَةٌ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ )

[  123 من سورة البقرة  ].

( ز ). ( يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ

خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ

تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا

وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَءُوفٌ

بِالْعِبَادِ )

[  30 من سورة آل عمران  ].

( س ). ( وَلَوْ أَنَّ لِكُلِّ نَفْسٍ ظَلَمَتْ مَا فِي

الْأَرْضِ لَافْتَدَتْ بِهِ وَأَسَرُّوا النَّدَامَةَ

لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ

بِالْقِسْطِ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ )

[  54 من سورة يونس  ]

( ش ). ( يَوْمَ يَأْتِ لَا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ

فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ )

[  105 من سورة يونس  ].

( ص ). ( لِيَجْزِيَ اللَّهُ كُلَّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ

إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ )

[  51 من سورة إبراهيم  ]

( ض ). وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي

عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا

يَلْقَاهُ مَنْشُورًا  (13) اقْرَأْ كِتَابَكَ

كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا

(14) مَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي

لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ

عَلَيْهَا وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى

وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ

رَسُولًا (15) [ سورة الإسراء  ]

( ط ). ثَانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ

لَهُ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَنُذِيقُهُ يَوْمَ

الْقِيَامَةِ عَذَابَ الْحَرِيقِ  (9) ذَلِكَ

بِمَا قَدَّمَتْ يَدَاكَ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ

بِظَلَّامٍ  لِلْعَبِيدِ  (10)

[ سورة الحج ].

( ظ ). فَالْيَوْمَ لَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَلَا

تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ

[ 54 من سورة يس).

( ع ). إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ  (1) وَإِذَا

الْكَوَاكِبُ انْتَثَرَتْ  (2) وَإِذَا الْبِحَارُ

فُجِّرَتْ  (3) وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ

(4) عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ

وَأَخَّرَتْ (5) [ سورة الانفطار].

( غ ). وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ  (17)

ثُمَّ مَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ  (18)

يَوْمَ لَا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئًا

وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ  (19)

[ سورة الانفطار ].

( ف ). وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ  (4) وَإِذَا

الْوُحُوشُ حُشِرَتْ  (5) وَإِذَا

الْبِحَارُ سُجِّرَتْ  (6) وَإِذَا

النُّفُوسُ زُوِّجَتْ  (7) وَإِذَا

الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ  (8) بِأَيِّ ذَنْبٍ

قُتِلَتْ  (9) وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ

(10) وَإِذَا السَّمَاءُ كُشِطَتْ

(11) وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ

(12) وَإِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ

( 13) عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا أَحْضَرَت

(14)  [ سورة التكوير ].

( ق ). يُنَبَّأُ الْإِنْسَانُ يَوْمَئِذٍ بِمَا قَدَّمَ

وَأَخَّرَ  (13) بَلِ الْإِنْسَانُ عَلَى

نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ  (14) وَلَوْ أَلْقَى

مَعَاذِيرَهُ  (15)

[ سورة القيامة ].

ذ. المادة التاسعة  /  المقارنة بين الروح والنفس

( مفهومي وتحديدي الجديدان ) :

ٱستنادا إِلى مواد النظرية الآنفة الذكر وأَدلّة إِثباتها

وٱعتمادا عليها لذا يمكنني المقارنة بين الروح

والنفس التي أَثبتها في مواد النظرية بما يلي :

أَولا. الروح هي الأَصل والأَساس في الخلق الحيواني

وهي طاقة إِلٰهيّة نورانيّة حيّة تُحدِث الإِحياء

في الجسد الحيواني بما يوافق ويطابق نظام

وظائف أَعضاء الجسم الحيواني ( فسلجة جسم

الكائن الحيواني ) ٱتصالا وٱتحادا وٱندماجا أي

هي التي تحيي الجسد وتُوَلِّد النفس بعملية

الإِحياء ( راجع مفهوم الروح الكامل آنف

الذكر ).

ثانيا. الروح تتولّد تولّدا ذاتيا داخل داخل الجسم

الحيواني بعد عملية التناسل والإِخصاب عن

إِبجاد وبثّ الخلق الأَول.

ثالثا. النفس هي مجموع الروح والعقل والجسد معا

مع كامل الٱتصال والٱتحاد والٱندماج بينهما ،

وهي  كيان الكائن الحيواني الكامل بكل ما

يحتويه ويحمله روحيا وماديا ومعنويا ، وهي

نور الروح المُجَسَّد في هذا الكيان ( راجع

مفهوم النفس الكامل آنف الذكر ).

رابعا. النفس تتولّد تولّدا ذاتيا داخل الجسم الحيواني

بعد إِحيائه بالروح وبعد عملية التناسل

والإِخصاب عن إِيجاد وبثِّ الخلق الأَول.

خامسا. الروح ليس لها أَنواع ولكن تعظيما للقدرة

الإِلٰهية وتكريما للإِنسان وبسبب تمايزه عن

الحيوان فقد حدّدنا نوعين للروح هما الروح

الإِنسانية والروح الإِنسانية.

سادسا. النفس ليس لها أَنواع ولكن تعظيما للقدرة

الإِلٰهية وتكريما للإِنسان وبسبب تمايزه عن

الحيوان فقد حدّدنا نوعين للنفس هما النفس

الإِنسانية والنفس الحيوانية.

سابعا. الروح لا تموت وإِنما تنفصل عن الجسد

الحيواني وتخرج منه فتموت النفس ويتوفّاها

الله بعد تعطّل وتوقف جسم الكائن الحيواني عن

أَداء فعالياته الحيوية  توقفا كاملا أي لا تنفصل

الروح عن الجسد وتخرج منه فتموت النفس

ويتوفّاها الله قبل تعطّل وتوقّف الجسم  كاملا

سواء كان الموت سريعا أَم بطيئا بفعل أَسباب

الموت من الواقع الحياتي للكائن الحيواني وهي

هرم الجسم الحيواني وٱنتهاء عمره الزمني ،

وقطع الهواء ( الأُكسجين ) أو الماء أو الغذاء

عن الجسم الحيواني لفترات تتجاوز مدد التحمّل

، والأَوبئة والأمراض ،  والحوادث والكوارث

التي يتعرض لها الجسم الحيواني .

ثامنا. النفس تموت ويتوفّاها الله حين ٱنفصال

الروح عن الجسد الحيواني وخروجها منه بعد

تعطّل وتوقّف جسم الكائن الحيواني عن أَداء

فعالياته الحيوية توقفا كاملا أي لا تموت

النفس ويتوفّاها الله قبل ٱنفصال الروح عن

الجسد وخروجها منه بعد تعطّل وتوقف الجسم

كاملا سواء كان الموت سريعا أَم بطيئا بفعل

أَسباب الموت.

تاسعا. تنفصل الروح عن الجسد الحيواني وتخرج

منه بعد تعطّل وتوقّف الجسم الحيواني عن

أَداء فعالياته الحيوية تماما بأَسباب الموت

لتصعد إِلى بارئها كي تُحفَظ في خزينة غيبية

خاصة من خزائن الله تعالى التي لا يعلمها

ولا يعلم مكانها إِلَّا هو حتى يشاء بعودتها

إلى الجسد يوم البعث.

عاشرا. يتوفَّى الله النفس التي ماتت كي يقطعها قطعا

تاما كاملا نهائيا عن الجسد وعن الحياة

الدنيا ليحفظها بسجلّ أَحوالها وأَفعالها

وحوادثها في خزينة محفوظة من خزائنه

الغيبية التي لا يعلمها ولا يعلم مكانها إِلَّا هو

حتّى يشاء ببعثها وإِعادتها إِلى الجسد يوم

البعث ، ويتوفَّى الله النفس إِثناء النوم التامّ

الكامل للكائن الحيواني أَي يقطعها عن الحياة

قطعا جزئيا من أجل راحة الكائن الحيواني

الحيواني وتجديد فعالياته وقواه مع بقاء

الروح في الجسم نافذة فاعلة كما لو كان

الكائن صاحيا مع بقاء العقل والحس

والإحساس والإِدراك داخل الجسم في

وضع السكون التام لكن تحت وضع التحفيز

والتأَثّر والتأثير في أيّة لحظة كي يصحو مرة

أُخرى و تتكرر هذه الحالة ما دام الكائن ينام

ولم يمت.

إِحدى عشر. لا تحدث أية تغيّرات في الروح جراء

المؤثّرات بٱستثناء ٱنفصالها عن الجسد

وخروجها منه بعد تعطّل وتوقّف الجسم

الحيواني عن أداء فعالياته الحيوية تماما.

ثاني عشر. تحدث تغيّرات نسبية في النفس جراء

المؤثّرات بما يناسب مقدار تأَثّرها ، وهناك

فرق كبير بين الإِنسان والحيوان ( راجع

تغيّرات النفس ).

ثالث عشر. أَنا أَرفض وأَدحض عملية تناسخ الروح أَو

النفس ( التجسّد والتقمّص ) مهما كان نوعها

وٱنتقالها ومبرراتها ،  وإِنّ أيّ كلام في

تأْييدها أَو إِثباتها كلام ليس صحيحا وفارغا

من الحقيقة.

ر . المادة العاشرة /  فوائد النظرية

( مفهومي وتحديدي ) :

أولا. تعظيم القدرة الإلٰهية وترسييخ الإيمان الشديد

بها بلا شكٌ أو ٱرتداد وٱنقلاب.

ثانيا. توسيع البحث في القرآن الكريم وزيادة التدبّر

والآستنتاج عند تقديم أَيّة نظرية أو رؤية

فكرية جديدة بحتة أو مقتبسة.

ثالثا. تحسين وتطوير البيئة وعلم الصحة والطب من

أَجل المحافظة على حالة الجسم الإنساني وإطالة

عمره البيولوجي والزمني لأن النفس تموت

يتوفَّاها الله بعد خروج الروح حينما يتعطّل

الجسم ويتوقف عن أَداء فعالياته الحيوية تماما

بتأثير أَسباب الموت .

رابعا. ضرورة تجنيب الإنسان والحيوان الحوادث

والكوارث والأوبئة والأمراض بالسبق

والوقاية والحماية وعلى الإنسان تجنبها

بنفسه ، لأنّ النفس تموت يتوفّاها الله بعد

خروج الروح حينما يتعطّل الجسم الحيواني

جراء الضرر والتلف فيتوقف عن أَداء

فعالياته الحيوية تماما.

خامسا. تطوير علم الوراثة والجينات  لتحسين

الجينات بما يحفظ الجسم الحيواني من

الخِلال و الأمراض الوراثية ويجعله في

أحسن حالاته البدنية والنفسية والعقلية ،

وبما يساعده على زيادة عمره البيولوجي

والزمني .

سادسا. من الضرورة تفهّم وتقبّل العلوم الجديدة

المؤمنة إيمانا راسخا بالقدرة الإلٰهية والتي

فيها جرأة وغرابة وعدم رفضها والحكم

عليها إلّا بعد ٱطّلاع وعلم ودراية ودراسة

وتدبّر وعناية.

 

3. الخاتمة

لقد ٱجتهدت وكتبت النظرية بشكل علميّ فلسفيّ واقعيّ

بالرغم من أَنّ موضوع الروح والنفس موضوع صعب

شائك ومحيّر والقسم الأَعظم منه يعود إِلى القدرة الإِلٰهية

المطلقة في الإِيجاد والخلق في عالم الغيبيات والماديات

، والقسم القليل منه يعود إِلى عقلنا وإِحساسنا وفكرنا

وتفكّرنا وخيالنا ، إِذ تطرقت إِلى أَهمّ ما يخص الروح

والنفس بصورة مباشرة أَو غير مباشرة فتمكنّت من

وضع موادها المتسلسلة حسب الأَهمبّة والتدرّج

والٱعتماد مع أَدلة الإِثبات لكل مادة ، كما وضعت فوائدا

للنظرية بما يرتبط بها قيمة وتحسينا، وقد راعيت الوعي

والفهم والمنطق والٱستنتاج والترابط والتكامل والتوازن

والعمق والإِحاطة في جميع مفاهيمها دون تفريط وبلا

نقل وٱستنساخ وتكرار إِلَّا في في بعض المعلومات

العامة المشتركة القليلة من مبدأ المعرفة العامة

والٱشتراك فيها. لذا يمكنني أَن أَقول أَنّي قدمّت نظرية

محدّدة واضحة مختصرة ناجزة في الروح والنفس بلغة

سهلة فصيحة محكمة بما يتّسع علمنا المحدود مع

تمسّكنا بقدرة الله تعالى وإِيماننا المطلق به .

 

ٱكْتِشَافِي وَمَفْهُوْمِي وَتَحْدِيْدِي وَتَأْلِيْفِي

د .  مُحَمَّد خَليل الْمَيَّاحِي /  العراق

Dr _ Mohammed  Khaleel  AL _ Mayyahi /  Iraq

رمضان 1444 هجريّة  /  نيسان أَبريل  2023  ميلاديّة

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.