صَـوتُ الأسير.. بقلم الشاعر ياسر فريد محمد

 

( صَـوتُ الأسير )

الـشَّـوْقُ نَـارٌ والْـحَنـيـنُ عَـــذَابُ ,,

وَ بِـكُلِّ فَـلْـقٍ مِنْ جَـفَـــاكَ سَراب

ُ

وَ الْـقَـلْــبُ يَـلْـهَـــثُ لا رَوَاءَ  لفيه

وَ الْـعَـيْـنُ ذَابَــتْ فَـوْقَـهَـا الأهْدَابُ

والْجُـرْحُ يَـنْـفُـثُ مَا رَأيْـتُ مُطَـبِّـبَا ,,

وَالـسُّمُّ في فَمِيَ الزَّكِيِِّّ شرَابُ

أوْجَـاعُنَـا بَـيْنَ الـضُّلُـوعِ مَـقَـامُهَـا ,,

وَ الـرُّوحُ تَـهْـجُـرُ دَارَهَـــا الأتْـرَابُ

ضِـيْـقٌ يُـعَرْبِدُ هَـلْ فَتَقْـتَ مَوَدَّتي ,,

وَ رَتَـقْـتَ دُوْنـي أمْ هيَ الأسْبَـابُ

عِشْرُونَ عَامَاً في النَّوَاكَةِ عِشْتُها ,,

وَ الْـيَـومَ زَفَّـتْ عُـرْسِـكَ الأغْـرَابُ

لا خِـلُّ يَرْكُضُ لِلــدِّمُوعِ مُـكَفْـكِفَـاً ,,

أوْ مَسَّ كَـفِّـيَ في نَـوَاكَ خِضَـابُ

وَ رَقَصْتَ في كَأسِ الغَرَامِ وَخافقي ,,

تَذْدَادُ فَــوْقَ عُــرُوشِـهِ الأنْصَابُ

وَ حَمَلْتَ طِفْلاً دُوْنَ مَا مَلَكَتْ يدي ,,

وَ الـنُّصْبُ فَوقَ الْعَاشِقينَ هِضَابُ

كـَـدَّ الْـفُـؤَادُ وَمَـا اسْتَراحَتْ عَيْـنُـهُ ,,

يَا وَيْــحَ قلبيَ إنْ سَـبَـاهُ خَـرابُ

خَـوْفٌ كَـسَا نَجْمَ الْهَوى بِـضَـبَابِـهِ ,,

فَـلَبِـئْسَ مَنْ سُدَّتْ لَـهُ الأبْـوابُ

لا خِـلُّ يَـنْهَضُ للأسِـيْرِ مُـخَلِّـصَـا ,,

أوْ لِلْجَفَـافِ بِـذِى الضُّلُـوعِ رَبَـابُ

وَحْـدِىْ أُنَـاجى الـنَّجْمَ فى عليائِهِ ,,

هَلْ مَسَّ عَيْنَ الْعاشِقِيْنَ ضَبابُ؟

فُنِيَ الْجَمِـيْـعُ أمِ الْحَياةُ كـهَـكـذا ,,

أمْ أنَّ حُـــــرَّاسَ الْــغَــرَامِ ذِئَــابُ

أمْ حُـرِّمَـتْ رَوْضَـاتُـنَـا فيْ عِـزِّهَـا ,,

عَـلَى الَّــذيْنَ رَوَاهُــمُ الإسْهَابُ

نَـارٌ تَـلَـظَّى الْقَـلْـبُ مِنْهَـا يَا تُرَى ,,

ألَـمَ الْـقُـلُـوبِ تَـحُـسُّـهُ الأحْبَابُ؟

أَدْرِيْ بِـأنَّ الـزَّيْفَ يَـسْطُـرُحَالَتى ,,

فَوقَ الأنِـيْـنِ وَللحَـنيْـنِ خِطـَابُ

والِـشَّوقُ قَدْ زَانَ الْـغَرَامَ وَطوَّقَتْ ,,

بُسْتَانَ شِعْرِيَ في الْهَوىْ كُتَّابُ

كَتَبَوا الْـقَصِيْدَ علَى جِدَارِ تَلَوُّعي ,,

الْفَـرْحُ فيْ قَـطْعِ الْـوِدَادِ سَرَابُ

والشِّعْـرُ نَـبْـضٌ يَـا رِفَاقُ تَأكَّـدُوا ,,

أنَّ الْـحَـيَاةَ مَعَ الْـفِـرَاقِ عَـــذَابُ

وَ الْكَونُ إنْ يَـبْقَى ذُكَــاءً عُـمْـرُهُ ,,

سُـئـِمَ النَّهارُ وَ فُـرِّقَـتْ أحْبَـابُ

فَاللّـيْلُ جُــذْءٌ لا ْحـَـيـاةَ بـــِدُونـهِ ,,

حَتَّىْ وَإنْ مَــلأَ الْبـُطُونَ عُبَـابُ

ياسر فريد محمد

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.