جولة في حضرة الفراغ..بقلم _تيسير_الشماسين

#شعر_تيسير_الشماسين

جولة في حضرة الفراغ !

مــا زادَ فـــي الحَـالِ الرَّدِيءِ يَبَــابُ
أَبَـداً فَمَــــا بَعــــدَ الخَــرابِ خَــرابُ

إِنْ أَدْرَكَ السَّــيلُ الزُّبَى لَـمْ يَبْقَ مــا
قَــدْ يَقْتَضِــيْهِ مِـــنَ البُلـوغِ عُـــبَابُ

.. يا سَــيِّدَ الأَوجـاعِ و ابــنَ أَنيْنِهَــا
قَـدْ فـــاقَ حَــدَّ المُستَحـيْلِ عَــذَابُ

عَــنْ أَيِّ شَـيءٍ قَــدْ تُفَـتِّشُ حِيْنَمـــا
كُـــلُّ الدُّروبِ إلــى مَـــدَاكَ ضَــبابُ

عَـــنْ أَيِّ شَـيءٍ قَـد تُفَـتِّشُ و الَّــذي
تَسعَـى إِلَيْهِ مِــنَ المُـتَاحِ سَــرَابُ ؟!

لا فَـقْـدَ يُحسَـبُ بَعــدَ فُقْــدانِ الإِبَـا
كَــلَّا و لا بَعـــدَ الهَـــوَانِ مُصَــابُ ..

هَيْهــاتَ أَنْ يَلِـــجَ الــرُّؤَى أَمَــلٌ إِذا
جُـلُّ الَّـذي وَفْـــقَ الـرُّؤى أَحْطَـابُ !

هَيْهَاتَ أَنْ يَبْـدو البَصِيصُ المُرتَجَى
و جَميْعُـــنا فــــي بابِــهِ حُجَّــــابُ !

لا تَأْمَلَــنَّ الوَقْـــتَ يُحْـــدِثُ فارِقـــاً
و قَـدْ احتَواكَ عَنِ الحُضُورِ غِيَـابُ !

.. ذُدْ ما بِوُسْعِكَ عَــنْ كَرَامَتِكَ الَّتِي
قَــدْ غُلِّقَــتْ مِـــنْ دُونِهَـــا الأَبْــوابُ

فَالحُـــرُّ لا يَرضَــى المَهَــانَةَ أَوْ لَــــهُ
دُونَ المَمَـاتِ عَــنِ الرِّضَــا أَسْــــبَابُ

و الحُـرُّ يَقْــبَلُ أَنْ يَعــيْشَ مُجَـــرَّداً
لا أَنْ يُجَــــرِّدَهُ الحَـــياةَ رُهَــــابُ ..

.. أَوَّاهُ مــا هٰـذا السُّفُـولُ و مَـا بِهَــا
تَنْهَــارُ دُوْنَ المُسْتَسَــاغِ هِضَــابُ ؟!

سَقَطَتْ مَعـايِيْرُ الحَـيَاةِ ؛ فَكُـلُّ مَـنْ
لَـمْ يُؤْمِـنُوا بِصَلاحِهَـــا قَــدْ غـــابُوا

لا وَصْـــفَ لِلحَـــالِ الــرَّدِيءِ فَأيُّمَـــا
بَلَـغَ الحَــدِيثُ فَــلَا يَفِــيْهِ نِصَــابُ !

.. أَوَّاهُ مِنْ سَقْــفِ الحَقِيْقَـةِ كَـمْ دَنَـا
و كَــمْ اعــتَلاهُ مِـــنَ الوَرَى كَـذَّابُ !

أَوَّاهُ مِـنْ هٰــذِي الدُّنَـا فَكَـــمْ اِرْتَقَـى
أَكْتَافَــهَــــــا مُتَسَـــلِّـــقٌ و مُعَــابُ !
.
.
وَا حَسْرَتِيْ.. لَنْ يُدْرِكَ الخَلَلَ الجَسِيـْ
مَ -لِعُمْقِ مَنْسُوبِ الحَضِيْضِ- صَوَابُ

مــا عَــادَتِ الــدُّنيَا كَمَـــا كانَـتْ و لا
عَــادَتْ كَسَــابِـقِ عَهْــدِهَــا الأَحسَابُ

تَعْـوي الذِّئَابُ مِــنِ التِصـاقِ بُطُونِهَـا
و تَعُـومُ فـي بَــذَخِ الحَــيَاةِ كِــلابُ !

—–
تيسير الشّماسين
الوطن العربي / القطر الأردني

عمّان
٢٨ / ٨ / ٢٠٢١

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.